قس بن ساعدة



بـــسم الله الرحمن الرحيم


يعتبرالخطيب الشهير قس بن ساعدة الإيادي من أكبر حكماء العرب قبل الإسلام. رآه النبي صلى الله عليه وسلم قبيل البعثة يخطب الناس بسوق عكاظ وروى خطبته وعجب من حسنها وأظهر تصويبها ثم قال: "يرحم الله قسا أما إنه سيبعث يوم القيامة أمة وحده". والمثير للإنتباه أن كثيرا من الآيات القرآنية جاءت على منوال هذه الخطبة معنى و لفظا، ولهذا فإن كثيرا من الناس يعتبرون قسا من الأنبياء، وآخرون يعتبرون أقواله من علامات النبوة وإرهاصاتها. والحقيقة أن الأمر قد يكون أهم من ذلك بكثير، الرسول الكريم في قوله تعالى: "فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم" هو، على الأرجح، قس بن ساعدة نفسه في خلق جديد، فالرسول هو المشار إليه في قوله تعالى " وما لا تبصرون"، ومن كان بهذه المثابة يطلق عليه إسم جبريل عليه السلام. وهو الموقع باسمه تعالى في قوله: الرحمن علم القرآن. قال تعالى: "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين" فوصف الوحي جبريل بالروح ولم يصفه بالملك، والروح الأمين عليه السلام هو قس بن ساعدة نفسه في خلق جديد، على الأقل في بدايات الوحي ؛ بمساعدة ميكائيل وأرواح الوحي عند مسيلمة وملائكة آخرين. تأمل ولا تتسرع فقد اطلعتك على سر إلاهي عظيم.

قال تعالى: "عم يتساءلون؟ عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون، كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون". وقال: "إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين". فوعد أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنها لا بد أن تعرف حقيقة الأمر، وزودها بكل ما تحتاجه من أجل ذلك، وبهذا تكون قد تحققت واحدة من أهم نبوءات القرآن الكريم.






إدريس البوكيلي